اتفقت الأختين سديم و ساره ان ابنائهما سيتزوجون بعض وان كلا منهما ستكون حماهـ و وخاله وام لزوجه ابنها
فتخيلن المنظر وتعالت اصواتهم بضحكـ
فتزوجت سارة وانتقلت مع زوجها لسكن بمدينه الزهور لظروف عمل زوجها واقامه اهل الزوج
اما سديم تزوجت واستقرت بالمدينه التى بها منذ الطفولة في مدينه الجوري
و كانا الاختين تلتقيان في الايجازه الصيفيه يقضيانها معا كون اغلب اقاربهم في مدينه الجوري

انجبت سديم ولدا اسمته علي
وبعد اشهر انجبت ساره بنتا اسمتها علياء

وبعد ستة سنوات
انجبت ساره اول ولد لها اسمته فادي
وانجبت سديم بعد 6 اشهر بنتا اسمتها فاطمه

وبعد سنه
انجبت ساره ابن اسمته مقداد
وانجبت سديم بنت اسمتها ميرال

وبعد سنة انجبت ساره ابن اسمته محمد
ولاول مره تختلف معها سديم وتنجب بعد عام ابنها مالك



وتلاهما ابناء وبنات كلاهما متقاربين بالعمر والاشهر فكانّ مكتوب لهما ان يكون ابنائهم يكون اصدقاء يتربون معاً

فتربيا فادي و فاطمه سويا فاذا ذهب ابناء ساره لبيت اختها لا تقلق عليهم وحتى لو مكثوا طويلا وناموا عندها لانه يعتبر خالته امه الثانيه يطيعها ولا يعذبها بشقاوته فكان فادي لايوجد من يقاربه بالعمر في عائلته سوى فاطمه
و فاطمه ايضا لاتوجد بنتاً من بنات خالتها تقاربها بالعمر سوى فادي

فاشتراكا بكل شي بالاهتمامات فجمعا متضادين اهتمام البنات و الاولاد فاخذت فاطمه من فادي حب لعب كره القدم فكانت هي الحارسه التى من الصعب تسجل الكره في المرمى وكان فادي هو الهجوم وكابتن فريق فاطمه
فكانوا لايدخلون مباره الا وكان الفوز من حليفهم مادام فيها الثنائي فادي وفاطمه معاً


اما فاطمه جعلت فادي يمارس معها لعب التمثيل فكانوا هم يشاهدون مسلسل كوميدي الجد ابو مساعد و زوجته ام مساعد فقررت فاطمه ان تمثل دور ام مساعد وكان فادي بدور ابو مساعد ويقلدون ويقدمون ادور ارتجاليه مع احفادهم الوهميين اما جمهورهم هم اختين فاطمه واخويين فادي فكانوا يضحكون من التمثيل فاطمه و فادي وتقليدهم لدور الجد والجده ..

وكنا يحبان يكونا ويلعبا خارج المنزل بشارع وذات يوم حصل بينهم مشاكل مع ابناء الجيران وكانوا ابناء الجيران هم المخطئون
ادخل فادي فاطمه منزلها وطلب منها تصعد بسطح منزلهم وهو نادى اخوانه الذي اصغر منه بسنتين وايضا فاطمه نادت اخواتها الكبرى و الصغرى فكانت اعمارهم قريبه من بعض يفرقهم سنه او سنتين
تجمعت الشله الدفاع ضد العدو ابناء الجار ولكن لم يصاب احد سوى فاطمه جائتها حجاره من بعيد و فقرر فادي و الجميع ان يضعوا فخ ليؤدبونهم مع انهم جميعا كانوا خافيين ولكن ان تجمعوا تاتيهم قوه فعملوا فخ واخذ فادي ثار لفاطمه وبعدها حسبوا لهم حساب

وكانا فرحين ان اتت الايجازه الصيفيه حتى يتقابلا ويكونا معا لان اذا جاءت الدراسه يفترقا ويذهب فادي مع اهله ليستعدوا للمدرسه و العام الدراسي الجديد
والليلة التى يريدون يسافرون يبكون ويحزنون كونهم لن يروا بعضهم الا بعد 6 اشهر .. عندما تنتهي الدراسه

استمر تعلقهما كصديقين الى ان اصبحا بعمر 13 سنه

ورغم ان تعرفت فاطمه لصديقات بالمدرسه واخوات فادي
و رغم احتكاك فادي مع اخو فاطمه الاصغر واصدقاء الدراسه
الا انهما لم يجدا من يفهمهم ويشاركهم اهتماماتهم فلا يرتاح كلاهما الا اذا لعبا معا وتحدثا

فكان ببعض الاوقات ينام عندهم بعد الحاح شديد من فادي و فاطمه فوق راس ام فادي سارهـ
فان وافقت لا يعرفوا لنوم طعم كانوا يسهروا ويلعبوا ويتحدث طويلا فمع بزوغ الشمس بعض الايام يعود الى بيت جدته لينام عند امه و بعض الايام خالته سديم لاتسمح له ان يذهب باخر الليل لينام

فعندما احتفلت فاطمه و فادي بوصلوهم 14 عاما

قررت ام فاطمه ( سديم ) ان تجعل بناتها يلبسن الحجاب عن فادي واخوانه الذين يقاربوها بالعمر لان بالغد ستاتي اختها ساره وابنائها لان بدات الايجازه الصيفيه

فكانت فاطمه لا تخرج من عمرها 9 سنوات الا متحجبه ولكن لا تدري ان صديقها وابن خالتها فادي ليس محرم وعليها تتحجب عنه فصدمت من قرار الام

و احتجت قائله: كنت ادرس بماده الدين عن المحرم وليس محرم ولكن لم اعلم ان فادي ليس محرم لي .. فاذا ليس محرم لي لماذا جعلتموني اتربى واتعود عليه منذ صغري والان الحجاب سيمنعني العب معه وكادت تبكي من هذا القرار الصعب
لدرجه تمنت الارض تنشق وتبلعها
فكيف ستواجهه فادي عندما يعود من السفر ليلعب معها وهي محجبه

و نامت فاطمه وهي تفكر ماذا تفعل بالغد قررت ان لا ترى فادي حتى لاتحرج نفسها وتحرجه وان راها هكذا امه ستطلب منه ان يبتعد عنها

و اتى اليوم الذي سياتي فادي

لاول مره سياتي وهي حزينه ومحتارهـ ماذا تفعل واول وصلوهم لمدينه فاطمه.. امه واخواته ذهبوا يستريحوا بالبيت من عناء السفر
اتى فادي واخوانه مقداد ومحمد الى بيت خالتهم سديم وكنّ لم يشعروا بعناء السفر وكنّ راحتهم عند خالتهم
علمت فاطمه بوجود فادي بالبيت وانه ينتظرها بالغرفه ليحكي ماذا حصل منذ 6 اشهر ودراسته ويخبرها بانه نجح ولن تتغلبه فاطمه بالدراسه ..

دخلت عليه خالته سديم وسلمت على ابن اختها سائلها فادي اين فاطمه واخواتها قالت ستاتي

وبين نفسها قالت: فعلا اني ورطت نفسي وابنتي معي فلماذا جعلتها تتعلق هكذا به وسياتي يوم سيفصلهم عن بعضهما
فدخلت سديم على ابنتها فاطمه رات ابنتها محتارهـ وحزينه ذكرت لها فادي بالخارج ينتظرك
فقلت: اريد اخرج هكذا كالسابق
فقالت امها سديم: لا
فقالت فاطمه: اذن لن اخرج
فقالت لها امها : ان لم تخرجي فلن ياتي ولن ترينه مره اخرى

فتوقف قلب فاطمه لبرهه فهي لاتصدق مايحدث وكانه حلم ..
وهي لا تريد تخسر ابن خالتها بسبب الحجاب .. لان لاتعرف ماموقفه بعدها

استسلمت للامر ولبست الحجاب فكانت هي عندما تخرج بالشارع تلبس عباءه وحجاب
اما بالبيت عندما امها رات استصعابها للحجاب قالت البسي الحجاب فقط والبسي من ملابسك لبس باكمام طويله والساتر واخرجي له
وقفت امام المرآه طويلا لترى كيف يبدو شكلها فهي لازالت تجهل ردت فعل فادي

لبست وخرجت لفادي صدم عندما راها محجبه فلم يفهم حينها لماذا لبست فاطمه الحجاب رغم ان لايوجد شخص غريب في بيتهم
دخلت فاطمه وتذكرت انها بالمدرسه درست ان الغير محرم لا تصافحه ولكن ان جاء فادي واخواته تسلم عليهم كاخوتها فلم تعرف كيف تتصرف فاختارت ان تجلس بقرب الباب حتى تتهرب من مصافحه والسلام على فادي
ولكن فادي قام من مكانه كالعاده واقتربا من بعضهما اراد فادي يسلم كالسابق و لكن فاطمه اكتفت ومدت يدها وتصافحا بسرعه ..
وجلست فاطمه ووجها يتقلب ويتلون من الخجل بسبب اهلها جعلوها بهذا الموقف اما فادي لم يفهم شيئا مما يحصل ولكن ادرك فاطمه تغيرت عليه بتصرفاته وتقلد الكبار

جلست فاطمه امامه واخذ فادي يتحدث بشكل عادي ونسيت فاطمه امر الحجاب
وفرحت ان فادي لم يسئلها لماذا لبست الحجاب وتكلما وضحكا معا

وبتلك الايجازه علمت فاطمه فادي للعبة بلاي ستيشن
كانت فاطمه تميل الى الالعاب السباق والمغامرات وبارعه بها كانوا يتنافسون من وصل الى مراحل اكثر فلم يستطيع فادي ولكن استطاعت فاطمه واختها ميرال التى تصغرها بسنه ان يختمون شريط مغامرات ..
وكان فادي ينادي فاطمه من بعيد حتى تساعده على القفز وتخطي مرحله اللعب لان لو سقط لانتهت اللعبة

ولكثرت اسليب الترفيه ووجود من يشاركهم باهتمامهم كان فادي واخوته يوميا يستيقضون الصباح ياتون وهو واخوته الذين اصغر منه لبيت خالتهم ليلعبوا معا

فدار الحديث حول الاكل وكل شخص يفتخر كيف يطبخ
قال فادي: انا عرفت طريقه اعمل فطيره البيض وانتم لا تعرفونها
فتحدته فاطمه التى لاتعرف تعمل سوى الشاي والساندوتش
وشهد اخوان فادي .. مقداد ومحمد ان اخاهم بارع بها
وعندما انشغل الكبار دخل فادي لمطبخ خالته سديم ومعه فاطمه واخوانه واخوات فاطمه الصغار ليرون التحدي ويحكمون
وفعلا نجح بالتحدي وكانت فاطمه لاول مره عرفت كيف يعملون بيض بهذه الطريقه
ولكن من بعدها احست فاطمه لابد تعرف الطبخ ايعقل فادي هو ولد ويعرف يطبخ وهي لا.. فاصبحت عندما تريد عمل البيض تتذكر فادي وطريقته وتصنعها الى ان اصبحت بارعه بها

استمر حالهم هكذا مثل كل سنه

ولكن كل ايجازه لاحظت فاطمه ان فادي يبتعد وهي اصبحت لا تستطيع النظر بعينه تخجل منه مع ان اخوته الاصغر منه مقداد ومحمد لا تخجل منهم


فعندما اصبحا بعمر 17 سنه

تعلمت فاطمه بالمدرسه كيف تعمل عصير طازج بطريقه جديده
فقالت ان جاء فادي بالايجازه ساعمل العصير حتى يعرف انها ايضا تعرف تطبخ ولكن اتت الايجازه و جاء مقداد ومحمد لبيت فاطمه
ولكن فادي لم ياتي
تعجبت فاطمه ربما متعب من السفر ولكن لم يسبق جاء متعب
ومر اليوم الاخر ..
والذي بعده.. لم ياتي

سالت فاطمه اخيه مقداد عن فادي قال انه بالبيت
ثم سمعت من اخوات فادي ان امه خالتها ساره منعته ان ياتيهم قالت له ان بنات خالتك يخجلون منك وانت اصبحت كبير

عرفت فاطمه حان دور ان الحياة تفرقهم

فمرت الايجازه ثقيله على فاطمه جميع البنات من اخواتها وبنات خالتها لديهن صديقه بنفس اعمارهن من عائله الا هي من بعمرها اصبح شاب

فكانوا يتجمعون من بعمرها معا وهي تشعر معهم بغربه كونها لم تتعود عليهم منذ صغرها فاختارت تجلس مع الكبار عند امها وخالتها ام فادي

اما فادي فأتخذ اخ فاطمه الاصغر (مالك) صديقا له ليعوضه عن رفقه فاطمه و جرب يبدا مشواره مع الحياة وتعرف على اصدقاء كانوا سئيين فكان يظن انهم جيدين مثله فصاحبهم لاشهر وبعده حذره خاله الذي يسكن في الايجازه عنده لانه يسئون فابتعد عنهم
وكانت اول تجربه له بصداقه خارج محيطه وفشل بها.. ثم عاد وقوى صداقته بـ مالك وكان ياتي لبيت فاطمه بالاسبوع مره ولكن لايدخل عندهم ولا يراهم يدخل عن اخوه فاطمه (مالك)
اما اخوات فادي ياتون في وقت العصر الى بيت فاطمه ولكن لم تجد فاطمه نفسها معهم ولم تندمج معهم ولكن كانت تسايرهم

فمرت ثلاث سنوات.. اصبح عمرهم 19 سنه

دخلت فاطمه الجامعه
اما فادي رسب في دراسته سنتين وتاخر دراسيا عنها واصبح مهملا دراسيا

اما فاطمه كانت كسابق مجتهده ولم ترسب طيلة دراستها
و سرعان تخرجت فاطمه من الجامعه
اما فادي تخرج من الثانوي بصعوبه
وقرر البحث عن وظيفه وبعد اشهر ووجد وظيفه في مدينه فاطمه وسكن في بيت جدته وكانت وظيفته ليست مضمونه كونها بشركه ولكن راتبها ممتاز

اصبح عمرهم 22 عاما

فجميع تلك السنوات الست لم يرون بعض فبتاكيد تغيران كثيرا عندما كانوا صغار

وبعد اشهر خطب اخو فاطمه الاكبر علي .. اخت فادي الكبرى علياء
ثم تزوجا وتصورت علياء مع اخوانها بحفل زفافها
فعندما رات فاطمه البوم صور زفاف اخوها علي مع زوجته علياء رات صورت فادي
بالبدايه لم تعرفه ولكن قالت يشبه فادي ونظرت ببقيه الشباب الذين واقفين مع علياء فكان اخوان علياء الذين اصغر من فادي الذين كانوا صغار فهذا مقداد و محمد فعرفت هذا بتاكيد فادي
فمن يصدق ان اراك ولا اعرفك بسهوله بين الناس

فكانت فاطمه تصلها اخبار وافعال فادي

عرفت انه لازال عند عهدهـ يصلي ويصوم ومايفوت فرض كما عهدته منذ الصغر كانوا يصلون معا
ولكن عرفت فاطمه بنفس الوقت اخبار احزنت قلبها ان فادي تعلم من اصدقائه التدخين وكان يدخن بالخفاء ومن ثم بعد معرفه اهله اصبح يدخن امامهم
وعرفت ان فادي بعد حصوله للوظيفه تعرف على زملاء من جنسيه اخرى ولان راتبه قوي بالاضافه ليس لديه خبره بالحياة كافيه استغلوا طيبته وكانوا يسحبون امواله بطرق شتى فاصبح لايدخر مال ويصرفه بامور تافهه
وعرفت انه اصبح منذ بدا بشغل بالشركه يتطلب وظيفه الاهتمام بالمنظر العام فوضع الاصباغ بالشعر فبين شهر واخر يغير مظهرهـ !!

وتغير عن السابق ..

فكانت فاطمه تستمع لما يقال حول فادي ..
بدايتها لم تصدق تختلق له الاعذار .. تقول ربما لم يفهموهـ او يبالغون .. ولكن حتى جدتها عندما تاتيها تقول نفس كلام خالها الذي ياتيهم وينقل لهم مايحصل بينه وبين ابناء اخته لان كما يقول طفح عنده الكيل وياتي لنا وينفس عنه ..

فصدقت فاطمه مايقولون وعرفت ان فادي الصديق القديم مات ..
فهذا ليس فادي الذي تعرفه ..
وبدات تشغل نفسها حتى لا تفكر كثيرا ..

فقررت تبحث وظيفه .. وطلبت من الله ان لا يجعل فادي نصيبها في الزواج لانه ليس الشخص الذي تطمح يكون الزوج الصالح .. وان يوفق لفادي فتاة غيرها .. ويبعده عن رفقة السوء

اما اختها ميرال التى كانت الاختين سديم وساره اتفقنا تكون من نصيب مقداد
لم يتقدم مقداد لها كونه بدايه العمر لم يحصل لوظيفه وتخرج حديثا ..تقدم لها ابن عمتها ووافقوا وتمت الخطبه


اما فاطمه جمعت كل الخواطر و الاشعار بهاتفها المتنقل عن الصديق القديم فحكمت الموت عن الحبيب فادي فخرجت قاصده النهر النسيان و مقبره للهموم والالام لتبدا حياة جديده تعتبر ان كل ماحصل هو حب اخت لاخاها التي تكن له الاحترام

فأوقفت فاطمةسيارتها على الجسر المطل على النهر ، و رمت بهاتفها الجوال في وسط النهر ..
وارتسمت على وجهها ابتسامة الرضا