ضجة في وسائل الإعلام الغربية كان لها صدى في وسائل إعلام عربية ، اعتاد المشاهد العربي على اعتبارها قنوات غربية لكنها ناطقة بلسان عربي، ولا يمكن أن يمضي يوم أو نشرة من نشراتها دون الإساءة للإسلام والمسلمين بشكل مباشر أو غير مباشر.

تلك الضجة اليوم كانت بسبب ما أسموه فتوى قتل " ميكي ماوس" ، بالرغم أن الشيخ محمد صالح المنجد كان يتحدث عن الفأر وأنه حيوان يقتل في الحل والحرم وأن هذه الرسوم الكرتونية تؤثر في نظرة الطفل اتجاه هذا الحيوان الضار.

بطبيعة الحال لو سئل طفل صغير هل يمكن قتل ميكي ماوس؟ فسيضحك ويقول: مستحيل لكونه شخصية وهمية.

العجيب أن الضجة لم تقتصر على كلام الشيخ بل امتدت للقناة " الإسلامية " التي بثت الحلقة منذ أكثر من شهر.

لكن من هي الجهة التي تتولى رصد القنوات الإسلامية والإذاعات وتلاحق الفتاوى في المملكة العربية السعودية ، وما أهدافها الحقيقية ؟

في حالة " ميكي ماوس " فإن المؤسسة التي نشرت الخبر ووضعته في موقع ميموري الناطق باسم معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط هي مؤسسة صهيونية معنية برصد البرامج الإسلامية واجتزاء مقاطع منها وترجمتها وعرضها ومراسلة وكالات الأنباء العالمية ببعضها، وهذا ما حصل في هذه القضية، وسرعان ما اعتبرته جهات إعلامية عربية أنها فتوى.

إن علينا هنا ألا نتساءل عن العلاقة بين الفأر و " ميكي ماوس " بقدر ما علينا أن نتساءل عن العلاقة بين وسائل الإعلام الغربية والصهيونية وبعض وسائل الإعلام العربية!

الشيخ محمد صالح المنجد أكد أن البرنامج كان يتحدث عن تأثير بعض الأفلام الكرتونية في تحبيب بعض الحيوانات المستقذرة والضارة إلى نفوس الأطفال مثل الفأر كشخصية جيري وميكي، والخنزير كما في مسلسل "تيمون" و"بمبا"، والكلب كما في شخصية "سكوبيدو" وغيرها. وهذه الحيوانات الثلاثة على سبيل المثال كلها مستقذرة شرعا وفطرة، ولكن محبوبة عند كثير من الغربيين، فالقضية كلها قضية اجتزاء مقطع من برنامج أسبوعي في موضوع ذي حلقتين أثناء مداخلة من مقدم البرنامج لم يخل التعليق عليها من الطرفة والممازحة".

هنالك الكثير من المقالات والأبحاث والدراسات الغربية التي تتكلم عن الأضرار البيئية والصحية والاقتصادية والمالية التي تسببها الفئران، بل وتخصص الحكومات ميزانيات لمكافحة الفئران، قال صلى الله عليه وسلم : " خمس من الدواب لا حرج على من قتلهن الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور" أخرجه البخاري، وزاد في سنن أبي داود: " الحية والسبع العادي ".

واليوم يتباكى القوم على قتل الفئران ...

فمن الذي أجاز للقوم قتل شعوب بأكملها؟

ومن الذي أجاز لهم احتلال دول بأكملها؟

ومن الذي أجاز لهم سب وشتم خير البرية؟

ومن الذي أجاز لهم حصار شعوب بأكملها؟

أي إنسانية تلك التي تجعل القوم يغضبون من أجل الفئران ، ولكنهم لا يغضبون من أجل المئات ممن يموتون ويقتلون على أيدي تجار الموت والحروب.