أسهم أم عملات ؟





أسئلة كثيرة تُطرح في هذا السياق، أيهما أفضل الأسهم أم العملات؟ وما هو الفرق بين المتاجرة هنا والمتاجرة هناك؟ وما هي أوجه التشابه والاختلاف فيما بينهما؟ وكيف أحدد الأنسب لي؟

وللإجابة عن جميع تلك الأسئلة ومعرفة أيهما أفضل (أسهم أم عملات) لا بد لنا أن نتطرق بداية لتعريف سوق الأسهم وتعريف سوق العملات وبعدها نسلط الضوء على أوجه الشبه والاختلاف فيما بينهما. وبعدها سنستخلص الإجابة بكل يسر وسهولة.

سوق الأسهم: ويعرف أيضا باسم (البورصة) أو (سوق الأسهم والسندات) أو (سوق الأوراق المالية) أو (المِصفق) وهو مصطلح مأخوذ من "صفقة" كما أوردته بعض المعاجم اللغوية العربية، هو سوق يختلف عن غيره من الأسواق، حيث تتم صفقات البيع والشراء فيه دون رؤية للبضائع والسلع المعروضة في معظم الأحوال، وذلك لكون البضائع التي يتم تداولها في هذا السوق ليست أصولا ملموسة حقيقية بل هي أوراق مالية أو بمصطلح آخر أصول مالية، وغالبا ما تكون هذه البضائع أسهم وسندات. والبورصة سوق له قواعده القانونية والفنية التي تحكم أدائه وتحكم كيفية اختيار ورقة مالية معينة وتوقيت التصرف فيها. وإذا كنت مستثمرا أو مضاربا غير مؤهل قد تتعرض لخسارة كبيرة في حال قيامك بشراء أو بيع تلك الأوراق المالية بالاستناد إلى بيانات خاطئة أو غير دقيقة.






سوق العملات: ويعرف أيضا باسم (البورصة العالمية للعملات الأجنبية) أو (سوق تداول العملات الأجنبية) أو (سوق الفوركس) كما ويرمز له أحيانا بالرمز " أف أكس " - (FX). يتميز هذا السوق بامتداده الواسع الذي يغطي كافة أنحاء العالم حيث يتم التداول فيه بيعا وشراءً على أزواج العملات من قبل التجار المتمثلين في البنوك العالمية، المؤسسات الدولية، الأسواق المالية والمتداولون الأفراد، وتصل أحجام التداول في هذا السوق إلى ما يزيد عن 3 تريليون دولار أمريكي، ويتكون هذا السوق من مجموعة من العملات يقبل عليها التجار بيعا وشراءً بهدف تحقيق الأرباح بفضل التذبذات القوية التي تمر بها أزواج العملات ولا سيّما الأزواج الرئيسية فيها. كما و ُعتبر هذا السوق بحجمه الحالي سوق اعتيادي وليد التقنية التي أسهمت في ازدياد نشاطه وسهلت انتشاره في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.

والآن .. هل أنت من متاجري الأسهم أم العملات؟ فإذا كنت من متاجري الأسهم لا بد أن تكون حذرا وأن تقرأ التاريخ جيدا، وأن تعي حجم المخاطرة التي أنت منغمس فيها، فمعظم أسواق الأسهم تحمل في طياتها تاريخا أسودا يعيد نفسه مرارا وتكرارا، ونذكّر هنا ما حصل يوم الإثنين الأسود في بورصة نيويورك عندما انهارت مؤسسات مالية وشركات كبرى بسبب عمليات المضاربة المحمومة آنذاك. وايضا الإثنين الأسود الآخر الذي حصل في الكويت في العام 1983 عندما بلغت الخسائر في سوق المناخ للأوراق المالية قرابة 22 مليار دولار. أو كارثة فبراير في سوق الأسهم السعودية حيث فقد المؤشر 50% من قيمته كما فقد معظم المتداولين السعوديين ما يقارب 75% من رؤوس أموالهم، وزاد الطين بلة يوم الثلاثاء الأسود بتاريخ 14/03/2006 م، عطفا على أيام سوداء كثيرة لحقت معظم أسواق الخليج.









وفي ظل دموية الخسائر في تلك الأسواق، أصبح الناس بيحثون عن بديل يكون أفضل حالا، يعوضون من خلاله ما خسروه، وهنا بدأت العيون تتجه نحو أسواق العملات (الفوركس)، تلك الأسواق التي لمس فيها المتداولون مزايا لم تكن موجودة في سوق الأسهم. ولعل أبرز تلك المزايا تمثلت بكونه سوق يعمل في اتجاهين مما يسمح للمتاجر بالاستفادة من العملة في وقت الصعود (شراء عملة الأساس) أو الهبوط (شراء العملة المضادة)، وهو بذلك عكس سوق الأسهم الذي لا يمكن الاستفادة منه في وقت الهبوط. كما ويتميز سوق العملات بأنه سوق محكوم بتحليلات فنية وأساسية تصيب بشكل كبير، ولا يتحكم به هامور أو مضارب يرفعه متى ما شاء ويخسف به متى ما شاء. عطفا عن كونه سوق شفاف يعمل على مدار 24 ساعة، يتأثر بشكل مباشر بالأخبار الاقتصادية ويسير غالبا وفقا للتوقعات. ومن مزايا هذا السوق أيضا امكانية استفادة التجار من التسهيلات المالية التي تقدمها شركات الوساطة والتي تترواح قيمتها فيما بين 50 إلى 400 ضعف رأس المال المودع، وإمكانية التدرب على حسابات تجريبية محاكية للواقع قبل البدء الفعلي بالمتاجرة والحصول على مدرب شخصي مؤهل لمساعدتك وتوجيهك وإرشادك. إضافة إلى إمكانية الإيداع والسحب الفوري من وإلى البطاقة الإئتمانية بطرق محمية وآمنة جدا، مع وجود إمكانية الإيداع البنكي الذي قد يستغرق يومين أو ثلاثة لوصول المبلغ إلى حساب التداول الخاص بك. تتميز أيضا أسواق العملات بسهولة فتح حسابات التداول فيها، حيث تتم تلك العملية من خلال الانترنت، ومن ثم إرسال صور من إثباتاتك الشخصية بواسطة البريد الالكتروني إلى الشركة التي تتولى عملية التدقيق وتفعيل الحساب خلال ساعات قليلة إن لم يكن دقائق معدودة.







بينما على صعيد آخر، نجد أن فتح حسابات التداول في البنوك تستغرق من الوقت الكثير، وتتطلب منك زيارة البنك، ومراجعته عدة مرات، ومن ثم زيارة شركة الوساطة التابعة للبنك لإتمام عملية فتح حساب التداول، وبعدها يتاح لك المتاجرة فقط بقيمة رأس مالك المودع، وإن رغبت في الحصول على تسهيلات مالية من البنك، يُطلب منك الكثير من الضمانات ويفرض عليك الكثير من الفوائد، وقد يوافق البنك أو يرفض منحك تلك التسهيلات وذلك حسب ملائتك المالية، عطفا عن كون هذا السوق لا يعمل إلا لساعات محدودة خلال النهار، وبه الكثير من المفاجآت التي لا يمكن لأحد توقعها أو التنبأ بها، عداك عن سيطرة أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة (الهوامير) على مجموعة من الأسهم التي يتحكمون بها كيفما شاؤوا. وغياب الاهتمام بتدريبك من قبل البنك أو شركة الوساطة.


بناء على ما سبق نعود إلى سؤالنا الآن .. أيهما أفضل .. الأسهم أم العملات؟ إن الإجابة عن هذا السؤال قد أصبحت واضحة لك على ما يبدو .. لذا لا تتردد باتخاذ قرارك الحاسم اليوم .. وإن سألك أحد يوما هذا السؤال (أسهم أم عملات؟) فأغمض عينيك وأجب أو أرسل له هذا الموضوع لكي يجيب عن هذا السؤال بنفسه.