أبحث عن شيء في قامتك .....







لا يكفي أن أدس علامات الأسئلة كي أستدل على ممشاك وعليك ولا يكفيني كل هذا الحب الدال على قلبك وروحك وأنت فينا العزيز المتوج .
ولا تكفيهم فقط تلك المسافات المزدحمة وطول شارع الإمارات كي يأتوا إليك بسرورهم وأن يغرسوا على طول الطريق ورداً
هم هؤلاء أهل ( وطن ) الثابتون بمواقفهم وتضحياتهم .










المشهد الأول












عليك وأنت تقف أمام إبراهيم أن تمدّ له يدك وتصافحه وحين يقرر أيضاً عليك أن لا تفكر . لا أظن أن المشهد دعائي ولا هو تصوير تلفزيوني وحين تقرر أن تقطع المسافات أن تختار أباً روحياً للرحلة .
هذا ما أظهره لنا إبراهيم حين دعانا لقضاء يوم ممتع معه حدد لنا الموعد اليوم والساعة .
جاء إبراهيم ، جاسم ، أحمد ، وأنا وإن كنت قد سبقت الجميع في المجيء قبل الموعد ( خمس عشرة دقيقة ) تحديداً أمام المسجد ، إبراهيم أب روحي للرحلة مشروبات غازية وماء الشوكلاته وأخواتها وحين سألناه عن ( اللبن ) قال إنه يضر بالصحة .
وعند وقوفي أمام المسجد كنت أتساءل إلى أين تأخذنا يا إبراهيم في عز الظهيرة وهل سنصلي العصر وماذا ستفعل بشاعر وسينمائي ومعلم .. كلهم لا يجيدون حتى طهي الكلام ولا يمكن لهم أن يحملوا مشطاً لتسريح شعر الشارع الكثيف .
إلا أنه كان قليل الكلام كثير الفعل رتب لنا الرحلة وأجلسنا على متن خطوطه المغادرة وما كان ينقصنا إلا المضيفين ، وكنا نحن هم بعد نصف ساعة أو ما يقرب ينزل بنا إلى المسجد لصلاة العصر وكعادته في المداعبات يقول لنا أنا وأحمد هذا يسمى مسجد وهناك مكان للوضوء .. نبتسم وكأننا في درس عن الصلاة وكأننا مسلمون جدد نصلي العصر ونغادر .









المشهد الثاني










في الطريق وعلى مقربة من المكان الخالي من الصفات إلا من بعض الدلالات وبعض المهملين من رعاة الأغنام ، الجمال المنسيّة في دهاليز لقمة العيش والبحث عنها .
في الطريق أيضا باحث آخر عن عمل وعن هوية مكان يضمه ويحتويه ، نسأله عن وجهتنا ويشترط ركوبه معنا يصف المكان وبعد فترة ينزل أحمد يهديه قنينة ماء يشرب الماء ولا نعرف أين دفن القنينة في الرمل أم في بطنه وبعد مضي نصف ساعة وما بين تعرجات الدروب وتوهان الأمكنة نصل بحمد الله .








المشهد الثالث











أيها العزيز أبحث عن شيء في قامتك
وأنت تمازح حبي ونبض القلب تشد يدي إليك وتنزع مني أسئلتي تربت على الروح وتمنحني دفء الدمعة وحرارة اللقاء وتجيب عن أسئلتي وتتركها لي أستعين بها حين أعود مفعماً بالغبطة والسرور تجلسني إلى جانبك وتطمئن على ثقافتي وهل هي مستمرة وهل التعاون مع الآخرين قائم وباب البيت الثقافي مفتوح للجميع ومدعوم .
دعاؤك لي ولإخواني بالتوفيق والسداد .
عن أي شيء أحدثهم عنك أيها العزيز عن الثمرة الأخف على داء السكري وأنه صديق عليك أن تعامله وعن إهتمامي بصحتي .
شيء من قامتك المتلألئة بالإيمان والأبوة الصافية يلمع ، ففيك حدثني شارع بأكمله وسألتني تعرجات الدروب عن راعي النفس ومعلمها وأنا الآتي أبحث عن شيء في قامتك .
أيها الأب وأخ الأخ يدك في الوجدان تغرس ورود الأمل ، عيونك الدافئة لحاف الروح حين تشتد العواصف بنا .
أيها المحفز على العمل والعطاء ونبذ الخلافات ، يا مبدد اليأس الدال على الفعل الحسن والدال على التسامح هنيئاً لنا أنت فقط
شكراً لك والدي مع موفور الصحة والعافية
شكراً لك أخي وأنت تعطر لنا النفس
شكراً لك وأنت تصوغ مشروعك الأخوي الإنساني وتحثني على بذل العطاء وفتح أبواب التعاون مع الجميع
شكراً لك جداً جداً









إضاءة الرحلة







يسرك من يتجه بك قارئ عارف للأمكنة جاسم ملح الرحلة

وعيون الطريق إضاءة أخرى إلى عيون الصداقة المكتسبة .
الرجل الحلم والذي نعول عليه إعادة البصيرة للعين .
الوقت اللذيذ وشوكولاته إبراهيم ودفء مشاعره .
شاورما إبراهيم خروف قدمه لنا مع شاي وماء .
الأفغاني ودهشته في اثنين غنا له ورقصا مجاناً شاكساه وأدخلا إلى نفسه الظنون بأن مجنونان يقفان أمامه .
الألفة والرفقة الحسنة .
والأهم الصلاة في وقتها .